عندما يهضم حقي ..

خاطرة خطتها اناملي وأحببت أن أنقلها لكم ..

لن أنس ذلك الموقف..
وكيف لي أن أنساه وهو الموقف الذي تحولت به حياتي وانقلبت رأساً على عقب ..
كيف لي أنساه وهو الموقف الذي كلما أردت كتابته امتزجت دموعي بما كتبت..
لن أنس ذلك اليوم الذي كنا به مجتمعين في أحد الأماكن وكنا مجموعة من الشباب..
وعندما حان وقت النوم خلدنا إليه مستسلمين..
وفي منتصف الليل سُمِعَ لي صرخة مدوية يخرج منها كلمات غريبة..
أخرجوا يامغتصبين.. الأرض أرضنا..
فاجتمع صحبي حولي..
وسألوني عن سبب صراخي..
فتنهدت..
وقلت: رأيت أن أبي اشترى لنا قصرا كبيراً به حديقة غنّاء..
وكنا في سعادة لا توصف..
وفي أحد الأيام، وإذ نحن مجتمعين على مائدة الغداء..
رأينا لصوصا يسطون على قصرنا..
فهرعنا لضربهم وإخراجهم..
والحق كل الحق معنا..
ولكن الفاجعة عندما أخرجوا لنا ورقة تمنحهم الحق بإخراجنا من دارنا..
سبحان الله!! ..
كيف يحدث هذا ؟؟
فتعالت اصواتنا ..
فتجمهر الناس..
فاستبشرنا..
ولكننا صعقنا عندما قال أقربهم لنا :استسلموا وسلموا لهم الدار..
فأبينا وصرخنا..
وجاء آخر وقال بكل برود: لا تنهجوا نهج القتلة وعاملوهم بأدب وكرم وتذكروا آداب اكرام الضيف..
وقال آخر: لا تكونوا بخلاء وليكن لكم من الدار "صالة إعداد الطعام"..
وليكن لهم ( البَهوَ) ومكان الجلوس وغرف النوم فقط ولن يضركم شيئا..
فأبينا وصرخنا بملء فينا ...
ولكن لا حياة لمن تنادي..
ودارت الأيام ونحن ما نزداد إلا أسىً بعد أسى..
وفي صبيحة يوم العيد..
قتل اللصوص أبي..
وهتكوا عرض أختي..
فتجمعنا لــ..........
قاطعني زميلي ..
كفى ..كفى..
وأجهش بالبكاء..
وقال بصوت متقطع حزين: لنا أكثر من خمسين عاما ونحن نكرر هذا الحلم كل يوم..
وبدأ يحدثنا عن مأساتهم هناك..
فتعالت أصواتنا بالبكاء..
وأخذته العزة والغيرة على دينه وعرضه..
وعقد العزم للخروج إلى مسقط رأسه..
ومضت الأيام..
وقرأنا في الصحف..
مقتل ثلاثين إسرائيلياً..
على يد صديقي البطل..

» طفل يضحك عندما يعطس ابوه